د. عبد الحي مقداد يتحدث عن شهادة الممارس المعتمد في تطوير القطاع الصحي
تعد العناية بتجربة المريض من أحدث التوجهات العالمية لتحسين وتطوير الخدمات الصحية المقدمة للمرضى والمصابين على اختلاف حالاتهم ومع تزايد تلك الأهمية وظهور الكثير من النتائج الإيجابية للعناية بتجربة المريض والتي انعكست على ما نشاهده اليوم من تحسن كبير في مستوى الخدمة المقدمة ومستوى جودتها حتى بات المريض اليوم هو المسوق الفعلي للخدمات الصحية سواء المقدم منها عبر القطاع الصحي الخاص أو القطاع الصحي الحكومي.
قطعت المملكة في هذا المجال على الرغم من حداثته حيث بدأ يعرف على المستوى العالمي عام 2018م إلا أن المملكة تمكنت بتوفيق الله تعالى ثم بما توليه المؤسسات الصحية من عناية متواصلة في هذا المجال تحقيقا لمفهوم جودة الحياة كما حددتها الرؤية المباركة للمملكة السعودية 2030 بتوجيه من القيادة الرشيدة ومتابعة حثيثة من مهندس رؤية السعودية 2030 صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز حيث أصبحت العناية بتجربة المريض في القطاع الصحي علامة مضيئة وتجربة لافتة.
تعتبر تجربة المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث تجربة حية ملموسة ماثلة للعيان حيث نجحت إدارة المستشفى في أن تفعل بنجاح كبير العناية بتجربة المريض من حيث الشكل والمضمون فخلال زيارة قمت بها مؤخرا لمستشفى الملك فيصل التخصصي في المدينة المنورة وهو أحدث فروع المؤسسة وجدت العناية والاهتمام بالمريض يبدأ من المدخل حيث قام أحد موظفي امن المستشفى باستقبالي بكل حفاوة وترحاب وقدم لي المساعدة اللازمة ولفت نظري انه يضع إشارة على الزي الرسمي الخاص بالعمل إشارة أنه ضمن فريق العناية بتجربة المريض، وما أن وصلت إلى القسم الذي اتلقى العلاج فيه حتى وجدت نفس العناية والحفاوة والاهتمام ووجدت أحد أعضاء ذات الفريق وما أن وصلت إلى الطبيب حتى وجدته أيضا يضع ذات الشارة، ما يعني أن إدارة المستشفى بدأت في تعميم مفهوم العناية بتجربة المريض على كافة المستويات وهي دليل جديد على ما توليه تلك المؤسسة الطبية العريقة التي قدمت خدماتها للمرضى والمصابين على مدى خمسة عقود مضت من اهتمام بمواكبة أحدث التوجهات العالمية في مجال توفير أقصى درجات الرعاية الصحية فللمؤسسة والقائمين عليها منا كل التقدير والاعتزاز سائلين الله لهم كل التوفيق والسداد.
مطلوب أن يصبح مفهوم العناية بتجربة المريض تخصصا أو مادة تقدم على شكل دورات تدريبية للممارسين الصحيين حول العناية بتجربة المريض ولنتمكن من توفير “الممارس المعتمد في تحسين تجربة المريض “برنامجا تدريبيا معتمدا لدى المؤسسات الصحية ويمكن للمؤسسات التدريبية العاملة في القطاع الخاص أن تقوم بإعداد محتوى علمي احترافي يوفر المؤهلين في هذا المجال سواء من العاملين الجدد أو الممارسين على رأس العمل ومن ثم يصبح لدينا قسام متخصصة في كافة مستشفيات المملكة بعنوان “قسم العناية بتجربة المريض “.
ندعو وزارة الصحة والجهات ذات العلاقة أن تبدأ في اتخاذ خطوات عملية لتوفير متخصصين في العناية بتجربة المريض للوصول إلى المزيد من التميز في القطاع الصحي وصولا إلى جودة الحياة تحقيقا للتطلعات السامية للقيادة الرشيدة حفظها الله ونأمل في أن تبدأ كافة المؤسسات الصحية العاملة في المملكة في اتخاذ خطوات مماثلة لتلك التي بدأتها المؤسسة العامة لمستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث وتطلع إلى أن تكون قريبة بإذن الله.
الخبير الدولي في تجربة المريض